الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

... رفيق الظلام ...



... رفيق الظلام ...







ألم يغلف القلوب والكآبة تغزو تلك المدينة

في تلك الليله

كان الوعد

أن نعيش الفرح



مقهى

حفلة تضم كبار الشخصيات
الوفاء

الإخلاص

الحب

كانت ليلة رائعة 
كان
الجميع يترنم

على نغمات الحياة 

وفي خضم الصخب

والأجواء الشاعرية

كان هناك في تلك الزاوية

المظلمة 

ينظر للمارة ويلمح

الفرح هنا وهناك

ويشارك هذا وذاك 

بإبتسامة رضى

من القلب

توجهت إليه قالت إنضم إلينا
فالأضواء هناك مشعة والألوان
ساطعة
تنعشك وتنير لك
درب الأمل الموجود
بين حنايا
القدر المجهول

ارخى ربطه عنقه
واخرج منديلاً
من معطفه
مسح به عرق السنين الغابرة
من على جبين الزمن البائد

وأمال القبعة على عينيه

ألحت عليه
قالت 
الكل مبتسم
وأنت ملامح
ألم
تنزف
إنسان
في زاوية ضيقة
بنظرة سوداوية

تسمر
بلا حراك
وهي تتركه وتعاود الكرة
وأخيراً إقتربت منه 
أكثر
فأكثر
وهو جامد كالثلج
قالت له
امرك يهمني
خيم السكون
واختفت
اصوات الضجيج
رفع قبعته
عن عينه
ونظر بإستغراب

قال لها :عفواً
ماذا قلتِ ؟

قالت أمرك يهمني
لأن الكل سعيد بحياته
إلا أنت..

تتخذ العزلة رفيقاً
وجعلت 
الحزن حرزاً

لك من كل فرح

تبسم 
وتنهد
وأخذ الجريدة 
وأمسك بطرف معطفه
وأخذ منه بضعاً من الدولارات
ووضعها على الطاولة
وارتدى معطفه
وتوجه
لخارج المقهى
حاولت صدة
عن الخروج
فقط أخبرني قصتك
يارفيق الظلام

.
..


توارى كعادته


في أزقة تلك المدينة النائمة

إختفت 

الأنوار الساطعة من قلبها

لقد إنجذبت إليه

أعجبها غموض عينيه

وأطلال

مدينته المظلمة

فأصبحت ترتجي وصوله بشوق كل عيد

إنه كالهديا

في صدق مشاعرة

وكالصحراء القاحلة في التعبير عن نفسه المهدمة 
إنه تعويذه الحزن

ينفثها بسخاء كل ليله
فيسعد

من حوله

لكنه بئر عميق كئيب

لقد جفت منابعة
من سنين

أخذتها الحيرة
من يكون 
هذا الرجل

هل هو مغناطيس

لأنه تمكن من قلبها البكر
وطرق
أبوابه
بلا إستئذان

لكنه

مازال لغزاً

.
.

.
.
استيقضت

على اصواتهم الغليضة
وقلبها
متعب مما احتواه

سمعتهم يذمونه بأبشع الصور
اخذت منديلاً 
لفته على شعرها
الحالك

نزلت درجات السلم مهرولة

وقفت وسط المعمعة

تسمع مايسوفونه 

وتتمتم

هل يعقل ياقلبي
ان تكون حقير

.
.
.
.

عادت لحجرتها

والحيرة تبعثرها

كأوراق الخريف
أقفلت الباب
استلقت على سريرها
الوثير واحتضنت
مخدتها بالدموع
بكت بعمق
الجرح
الممتلىء قيح الألام

انه مازال لغزاً


وهي تحبه


وكل ماقيل أو يقال


مجرد أوهام

بإتهام

ليس له دليل


سوى كلام حاقد
أو 

حسود


.
.
.
.

مسحت دموعها

نهضت من سريرها

امسكت ورقة وقلم 
وخطت 
حبها كلمات

بعبير الورد غلفتها كهدية

وكتبت

لأول مرة

كلمة 

أحبك

لم يخطها قلم بل نبضات قلبها الصادق

ومدادها دم ثائر

اقام مظاهرة إنقلاب على حكومة الورق 

فكتب نموت نموت
و يحيى
الحب
.
.

.
.



يارفيق الظلام


أما آن لك

ان تظهر في النور

أما آن لنا ان ننعم بقربكم ولو لثواني

هل اشتقت ان تكون إنسان عادي
كباقي البشر


يغدق

حبه

على الجميع

ويريد ان يقابل بالمثل

يا رفيق الظلام

مالذي أعجبك في الظلام

والحزن واليأس

افق ياعزيزي

فهناك في الجانب الأخر

من يلوح للعبارة 

مستبشراً

أن تكون أول القادمين لمرسى قلوبهم 

الدفاقة .

.
.
.


اوصال الزمن الحائر 
اهتزت وربت وانبتت
ازهارالحب الصادق

حتى ولو كان من طرف واحد

.
.


.
.



أحلامها

تسابق 
سنها

وهي 
مازالت 

تطير
شوقاً

نحو حلمها
.
.
.
.

أين أنت يارفيق دربها
.
.
.
.

حط كعصفور جريح
على نافذتها
المكسورة
أمسكته بحنان 
حاولت ان تداوي جرحة النازف
متناسية جراحها العتيقة
سمعت همساتهم في الطرقات
مات رفيق الظلام
أحست بسكرات الموت 
لازمت السرير لأيام
لم تصدق 
ماقيل أو يقال
أسرعت بالخروج من حالة اليأس
تبحث عن حلمها القتيل
تسابق خطواتها نبضات قلبها تنادي بإسمه

رفيق الظلام 
رفيق الظلام
أين أنت
يا أمير الظلام
.
.
.
.

استفاقة 
مشاعر

عندما نتشرب الحزن والأسى فإنه
سيملأ مساماتنا 
ويتغلغل داخل أوردتنا فينعدم الأكسجين
فينا.
وتنعدم القابلية للحياة
ونصاب بإفلاس 
في مشاعرنا ويكتسي ماحولنا بالسواد

.
.
.

معانقة القمة
كالثلج برودة أعصابة
رحيله 
حريق
أشعل فتيل عذابها
ونهارها كليلها
ملول كئيب.

..


ألمها لا يوصف 
لم تطق الإنتظار
ولم يصدق قلبها نبأ وفاته
توشحت الأمل رداءاً

عزمت البحث عنه

في عتمة الليل البهيم
وبين ازقة المدينة الموحشة
أخذت تسأل عنه الكلاب الضالة
واعمدة الإنارة المرابطة على جنبات الطريق
وحتى صمت الأبواب المسكونة
حكايا ونواح القاطنين خلفها
الرياح بارده جففت عروقها الدافئة في هجعة تلك الليله
الكئيبة 
مازالت تقاوم البرد من اجله
بحرارة مشاعرها وسموهدفها
.

.

مازالت تصارع الحياة

وتقاوم الصعوبات

من أجل الساكنين قلبها 

هذا ما يبعث القوة في ذاتها العصية
.

.

لم تترك سهل أو جبل

سألت عنه حتى حجارة الوادي

وأشجار الغابات انكروا معرفتهم به

صرخت بحسره وتردد صدى صوتها

في أرجاء الوادي

أين انت 
يارفيق الظلام؟؟

أصابها اليأس
والتعب
تقرحت أقدامها 
من طول المسير ووعورة الطريق
سقطت ارضاً
واستلقت بجوار شجرة ونامت نوماً عميقاً
استيقضت على زقزقة العصفور الشادي
وهو يلهو هنا وهناك
نظرت إليه بحزن فكانت ترقبة وهو يطير ويحط من شجرة لأخرى
تمنت لوكانت عصفوراً
حتى تبحث عن امير قلبها المكلوم
فجأءة سمعت صوتاً يناديها 
بإسمها لم تصدق ماسمعته فتجاهلته ظناً منها أنها هلوسة فكر
فتكرر مرات ومرات
وما باليد 
حيلة قد يكون
هناك !!
من غير تفكير وقفت 
واتجهت ناحيته
وجدت نفسها داخل مدينة مهجورة مشققة المباني
كثيرة السلالم
كثيرة النوافذ

ومازال الصوت يجذبها نحوة 
كالمغناطيس

اسرعت تتهادى كالسكرانه 
تريد نهاية لقصتها الحزينة 
اخذت تتجول في الطرقات وتبحث بصمت وكلها امل
الصوت اختفى لكنها مازالت تبحث نادت بصوتها المبحوح
ايها الساكنين مدن احلامي العتيقة 
لقد اتعبني الشوق 
ومزقني الحزن
اخبروني 
ماذا حل بكم ؟
لقد تقرحت أوصالي
وادميتم بالغياب خافقي الحاني
بربكم يا أحبابي اين دياركم وكرم عطاءكم
وجاشت بالبكاء
فجاءه توقفت عن البكاء عند سماعها صوت يـتألم ويأن
مسحت دموعها بكمها
اسرعت ناحية الصوت 
كلما اقتربت 
ازداد
صوت الألم والأنين 
حده
شيئاً
فشيئاً

حتى اصبحت تحت نافذه كوخ صغير
وسط الغابة يبعد بأميال
عن القرية المهجورة
والأنين مازال يحيي
المكان المهجور
تسلقت الشجرة 
واطلت من النافذة لكنها لم ترى شيئاً
اقتربت اكثر حتى دخلت الكوخ
عبر النافذة المحطمة
وجدت المنزل بارداً
مظلماً كئيباً
لاتكاد تميز ما تطأءه قدمها

أخذت تبحث عن شيء يشتعل فتضيء به عتمة تلك الحجرة
الباردة

فعثرت على بعضاً
من أعواد الثقاب فأشعلتها
.
.
أشعلت شمعة

وأنارت دربها

وسط ذلك الضجيج الصاخب 

الماكن بين أضلعها الملتهبة

شوقاً

وتقديراً

وإحتراماً


.

.

أزاحت الستار
عن مسرحية الحياة
التي 
تشخص فيها دور البطولة دائماً
لكنها هذه المرة
أكثر قوة
وأقدر
على مواجهة
ظلمهم
وتكتلهم الصارخ ضده
.

*
*







أخذت تتجول في الكوخ 
باحثة عنه

وجدت

عند باب إحدى الغرف
قبعته
حضنتها بشوق
وأستمرت في 
في السير

وقلبها يرجف
خوفاً
منه وعليه

لمحت
باب إحدى الغرف مفتوح
دفعته
احدث صريراً
وجدت معطفة الأسود
ملقى على الأرض مخضباً
بالدماء
صرخت
لا 
لا
لا

فإذا به ملقى على ظهرة 
في وسط الحجرة
وملابسه دمائها متدفقة
إقتربت منه

بحرص
أشاحت بيدها أمام عينينه إنه لايراها
إنه في غيبوبة
فأحست بحرارة أنفاسه
صرخت بصمت
أرجوك لاتتركني وحيدة في عالم مليء 
بالثعابين
والذئاب
التي تريد نهشي 
وأنا حية

أسرعت وأشعلت
المدفأة
لتدفئة الحجرة الباردة
حاولت توصيلة للسرير
إنه جثة
كبيرة
حاولت سحبة
بعد لف
الملاءة حوله
سحبته برفق
حتى 
أوصلته لسريرة
أخرجت 
بعض القطن والشاش
وقامت 
بإخراج الرصاصة المستقرة في صدرة

قامت بشك بعض الغرز للجرح
مزقت بعضاً
من ملابسها
وقامت بتدفئته

إستمرت تمرضه لمدة شهر كامل
وذات يوم وهي ممسكة الجريدة تطلع على أحوال العالم 
أحست انه بدأ يستفيق
من غيبوبته
أخذت تلملم
أشياءها
وتركته مهرولة لاتريدة يعرف إنها هي من أنقذه
ذهبت ودموعها 
قد إتخذت مجراها على خدها الناعم
والألم خط خطوطة المعهودة على 
ملامحها المتعبة
والحزن ينتظرها عند أقرب محطة
قطار ليقوم بإستقبالها
ويضمها لحروفة الحساسة
فهي تحبه
فمن أجله سترحل مخلفة ورأها
لغز لن يستطيع حله
وحباً

لن يجد مثله

ويكفيها أنها 
قامت بإرجاعة للحياة

فهذا هو الحب في عرفها
وهذه هي قمة التضحية التي لايعرفها
إلا من نبض قلبه حباً صادقاً
دون كذب أو خداع أو تزييف
.
.
.
.
.
.


أزهرت حياته
عندما لامس
جسدة الممزق
أناملها
الطاهرة
وليده
عذابات مديدة
حتى غيبت
بين بقايا عواطفها الوئيدة
كان 
هناك جسر 
يربط قلبيهما ببعض من أمل
وفي نهايتة
تفرعت الطرق
وافترق 
القلبان وتمزق الجسر
من نار قربهما المتقد


.
.
.

تقاسمت اللحظات
مع
نبضاتها المبعثرات
إختطفتها
العبرات
ومزقتها الآهات 
فقررت
أنهاء
تلك العذابات
فلملمت شتات
روحها وفكرها
وجعلتها في صرة
وأمسكت بطرفها
وودعت
أطياف ذكريات
بقلب من الحزن قد مات
.
.
.
.
.
.
.


لابد لها أن تنسى
ولابد من قتل مشاعرها وهي مازالت في سبات
أرتحلت شوقاً
وأبتعدت حباً
فهجرت مدنها الكئيبة
وأخذ تبحث
عن هدوء بلا أصوات
.
.
.
.


.
.
.
.

أخذه القدر لنفس المقهى
وأخذته الذكرى لتلك الأنثى
التي قالت له أمرك يهمني
فحث الخطي ليدخل فوجده موصد بأقفال من حديد

فإبتسم وقال يا ما أشد الشبة بينك ياقفل وبين قلبي

أخذ يسأل لماذا المقهى مقفل
أخبروه إن صاحبتة 
هجرته وجمعت كل ماتملكة وإتجهت لبلاد النسيان
قال: متى حصل هذا؟
قالوا عندما سمعت بموت رفيق الظلام تأثرت وهجرت مدينتها لسبب نجهله
كان في غاية الدهشة مما يسمع 
اين تقع مدينة النسيان؟
ألا تعرف مدينة النسيان إنها مدينة لا يذهب إليها إلا الشجعان 
فطرقها وعرة
ومليئة بالأخطار
ولم يستطع أحد بلوغها حتى الآن
قال في غضب فكيف ستصل لهناك وهي مجرد انثى؟
قالوا لعل أمر جلل حدها على ذلك 
جلس مشغول فكرة كأب 
بلغ بمرض إبنه
فعقد العزم على البحث عنها
وإرجاعها
لمدينتها وأهلها
.
.
.
.
.



.
.
.

شجاعتة
وقوة ساعدة
لاتشفعان له
تقصيرة 
وغبائه
لمن ضحت
بنفسها من أجله
لكنها المحبة إن كانت من طرف واحد 
تقتل صاحبها 
بعمق وبلا رحمة


.
.
.
.
.
.
.
.

ذهب محملا بدين لا يعرف صاحبة
متوجهاً 
لبلاد النسيان ومدنها الشاهقة 
العصية الوصول حتى على الفرسان الشجعان
ذهب والكل يشد من أزره ويمتدح فعله بالبسالة
ذهب وتحمل طول الطريق
حتى نفذ صبره
فعاد لمدينتة يجراذيال الخيبة 
فقرر
ان يستقر ويعمر بيت في مدينتة ليطرد الحزن والكأبة
فنسي دينة
واسس عائلة وأولاد
وأشتغل وكون ثروة

وأنثاه الوفية
ذهبت بالفعل لعالم النسيان وذهب معها معروفها فيه
يالقلبها لقد فضل البعد على أن يحصل ذلك الأمر أمام 
ناظرها
فتعيش طول عمرها مكسورة
رغم بسالتها التي 
لم تتواجد في أي رجل
حتى من أنقذته
أشهر لها سلاح النسيان والهجر لذكراها
النقي

.
.
.
.
.
.
.
.

أسدل الستار على نهاية لقصة بين الواقع والخيال
قصة بنيت على أساس صدق النوايا
وقيمة العطايا 
للقلوب المحتاجة 

فهذه الدنيا وهذا هو وجهها الكئيب

النهاية
.
.
.
.

قيثارتي العاصفة***

.
.

1436هـ
2

عندما تبصر النور


ومن نافذة صغيرة مطله على ذلك الشارع في تلك الليلة المعطرة بالماضي الجميل..
وفي الجهة المقابلة للمخبز حيث ذلك المقهى القديم..
وقفت عربة تجرها تلك الخيول الأوربية ..
نزلت  منها إمراءة  ترتدي جلباب صوف وقبعة أرجوانية ..
رمقت واجهة المقهى بتلك النظرة التي تحتار في وصفها العبارات أهي شوق أم حزن ..
كانت خطواتها حذرة . وعند وصولها للباب وسمع من هناك صرير الباب إلتفت الجميع في دهشة ..
والنادلة إقتربت منها لتقول لها تفضلي سيدتي ..
لتدلها على أفخم طاولة في المقهى .
لكنها أشارت بيدها أنها تريد ذلك المكان الذي تطل منه على شرفة الماضي الجميع ..
المكان الذي شهد ولادة ذلك النبض الذي سكن أضلاعها من سنوات خلت ..
وفي نفس المكان هاهي الأن تراودها الذكرى ثانية..
وتبتسم ..
ناولتها النادلة قائمة بأفخر الأطعمة لديها..
أشاحت القائمة جانباً ..
وقالت يكفيني كوب قهوة من يديك الجميلتين ..
مرت نصف ساعة وهي تتأمل أول مكان كانت تعمل به ..
والأحداث التي مرت بها عندما ساعدت أمير الظلام دون علمه ..
وأحبته في غفله منه ..
إذا وجلبه خارج المقهى ..
ورجل قد شاخ وتمزقت ملابسة ..
يحاول دخول المقهى ولكن أمن المقهى رفض دخولة بتلك الطريقة ..
فطفق عائدا..
إلى بيته ..
وهو يزمجر ..
إقتربت من زجاج المحل ..
لم تصدق عينيها ..
وصرخت توقف توقف ..
بدت لها  الحياة كالحلم في تلك الليلة..
وكأن القدر أعادهما لنفس المكان فقط لينصف أحدهما ..
أنتهى
وقد يتبع ,,,,,

بعض جنون قلمي.. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق