الجمعة، 6 يوليو 2012

مات مسموماً بحبي.



تطل وحدتي من بعيد وأنا محشورة في تلك الزاوية من الغرفة.

بين أحضان كتاب. .

كنت مستغرقة بالقراءة لدرجة الجوع.

نفضت عن كاهلي الخمول وأتجهت للثلاجة .

وأكتفيت بشطيرة جبن وكوب عصير.

عدت لمكتبي الصغير . لأكمل مابدأتة.

فجاءة ودون ميعاد وعند تلك الصفحة سقطت وردة مهترية أصبح معظمها فتات.

ياه لقد عرفتها كانت هدية في ذات صيف من خالي المرحوم.

وقد أهداني إياها عندما قرأت كتاب عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كاملاً .

وقد كنت في الصف الرابع الإبتدائي وقتها.

كانت ذكرى لاتنسى.

رحمك الله ياخال وأسكنك فسيح جناته.

لم أذق للحياة حلاوة من وافتك.

الغصة ألجمتني ودمعتي بللت وجنتي.

أغلقت الكتاب.

وأطفأت مصباحي.

ودخلت بين طيات لحافي .

متوسدة ذكرياتي.

بصمت كنت أنظر للسقف.

وتخيلت نفسي سندريلا .

وهذه الوردة فستاني الوردي المرصع بالزمرد والياقوت.

ورأيت خلف النافذة عربة تجرها الوعول .

فقمت من مرقدي.

ونظرت لمرأتي .

لأول مرة أرى الألوان بزهو من زمن.

فكل ماحولي يتلاء لاء.

من غير إدراك صعدت عربة الأميرات.

وحلقت في السماء بعيداً بعيداً.

فإذا بي على مشارف قرية على قمة الجبل

مضاءة بألوان زاهية .

وكأن هناك عرساً .

فتحت أبواب العربة تلقائياً عند ملامسة تلك الأراضي الغريبة.

نزلت بهدوء لأنني لم أعتد السير بحذاء زجاجي.

أمسكت طرف ثوبي وأسير برهبة.

أصوات المعازف تحيطني.

والرجفة تتملكني.

وعلامات الإستفهام تقودني لما لاتحمد عقباة.

ومن غير أدراك كنت  أرقص على نغمات الموسيقى.

والجميع يحدق بي.

وكأني كائن من كوكب أخر.

استمتعت بالرقص كثيرا.

ما عكر صفو فرحتي.

نظراتهم الغبية تجاهي.

تجاهلتهم .

وسرت بعيداً عنهم.

فإذا بأمير وسيم.

يخرج من بين أفواج الحضور.

ويمسك يدي .

ويقبلها ويقول هل برقصة ياسمو الأميرة.

بخجل هززت رأسي بالقبول.

وأخذنا نرقص ونرقص حتى دقت ساعات القصر للساعة الثانية عشر في منتصف اليل.

تذكرت أن الوقت أنتهى ولابد من الفراق.

فتحججت بإلتواء كاحلي.

ذهب مسرعاً ليأتي بضماد .

وانتهزت فرصة غيابة .

وهرولت مسرعة لأبواب القصر.

وجدت العربة بإنتظاري ودعت

ذلك المكان وأهله بحزن لفراقهم وفرح لأنها لحظات لن تنسى.

وعدت لحجرتي.

وكل ماكان مسحوراً حولي عاد لطبيعتة.

ونمت وفي الصبح أستقضت على صوت نقر حمام زاجل على نافذتي.

يحمل عقد من لؤلؤ ورسالة.

فتحت الرسالة.

أنتشر في الجو عبير عطرة.

نبضات قلبي أرسلها إليك أشواق .

وأهتف بإسمك ليل نهار.

أنتِ الجوهرة التي طال بي الإنتظار لإقنائها.

سقطت على الأرض من الدهشة وتساقطت حبات اللؤلؤ حولي.

أيام قلائل وأعلن في أرجاء القصر خطبتي على أمير القصر.

لكن فرحتي ذهبت أدراج الرياح في ليلة عرسي مات الأمير.

مسموماً بحبي.







.
.قيثارة قلمي

.
.
الساعة الواحدة والربع من صباح يوم الجمعة.

الموافق. 16/ شعبان/ 1433هـ
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق