الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

أليس من حقنا المكوث في زوايا أرواحنا بنقاء؟












(1)





كثيراً تصاب أرواحنا بالخدوش والجروح.
وأصعبها الجرح بصمت.

عندما تحيطك الأشواك من كل جانب.
تهرب لأحضانها ولاتملك غير ذلك.

أشياء تحبطني. 

تكسر مجاديفي.

أتوه معها لواد سحيق لانهاية له .

هاجس يتملكني .

أتركي كل ماحولك  كالفخار يكسر بعضه .

أهربي لأحلامك  .

لبعض هدايا القدر التي لاتملكين غيرها.

سأرحل عنكم سأرحل حيث لا أرى سوى أحلامي .
سوى أنهار من عسل وزنابق من بلور .
وأريجها كعود مخلوط بالمسك والعنبر.
سأكون فيها وحدي دون أشرار. 
دون طامعين
 دون سواد. 
سأبني هناك قصراً من أمنياتي المهدورة.
وأزين جدرانها بلوحاتي وتصاميمي. 
وبعض خواطري المحزونة.

سأكون وحدي دون صوت يزعجني دون تلوث يمرضني. 
دون حقد دون حسد 
دون ذئاب بشرية تخدش حيائي.

بدأت أستعد للرحيل .
حملت حقائبي. 
وملأتها بإبتساماتي التي سترافقني خلال الرحلة.
وقلم رصاص رفيق دفتري. 
لأني سأخط أخر كلماتي عند الوصول وسأكتبها في ألف ألف ورقة.
وسوف أنثرها عند أقرب مطار. لتصلهم وستصلهم حتماً .

.....أليس من حقنا المكوث في زوايا أرواحنا بنقاء ؟....




قيثارة قلمي 


الأربعاء

10 / 11 / 1433هــ
















(2)
.
.

بدأت الرحلة.
ودعت جدران منزلي لأنها الوحيدة من تشعر بي.
وأمسكت حقيبتي بيدي اليسرى. 
إستدارت  قبضة الباب في يدي اليمنى. 
كالرحى تسحق ماضي عاثر. 
صرير الباب يذكرني بأحلامي المنسية. 
لأني جمعتها ووضعتها بصندوق بالعلية. 
وكانه يذكرني بها.

إتجهت إلى السيارة أخي السائق 
وأنا بجانبة وروحي حزينة لفراقة.
نظر إلى وقال لماذا ياوردة؟


 أجبتة: لكل شيء نهاية ونهايتي هكذا أفضل.
عبراتة تسابق نظراتة للطريق. 
أوصلني للمطار. 
ولوح بيدة عودي أرجوك عودي .
أخبرتة عند عناقي له لن أعود دون أحلامي المسروقة. 
فأنا اليوم كالمدافع عن وطنه أما النصر المؤزر وإما الموت الكريم.
صعدت إلى الطائرة وكلي رهبة وخوف أشكال غريبة وأناس لا أعرفهم.
في أول وهلة قررت العدول عن رأيي والعودة لأدراجي. 
لكن مافي داخلي أعظم وأجل من الجبن سأستمر في رحلة أحلامي للنهاية.
جلست لجوار النافذة 
تلمست السحاب بأناملي من خلال الزجاج .
تمنيت لو كنت سحابة لا وردة ضعيفة هزيلة.
أمسكت قلمي وبدأت أخط أولى أحلامي في بلاد العجائب.
أنا تلك التي ستكون دون هم .

أقفلت دفتري عندما غالبني النعاس وأسندت رأسي على النافذة لأتأمل جمال السماء وعناق السحب بهدوء نمت وأنقضى ذلك اليوم بكل رقة ونقاء.



.
.



قيثارة قلمي 


الأربعاء

10 / 11 / 1433هــ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق